الإعلام المجتمعي في مواجهة خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة التسامح | راشد الربابعة

الإعلام المجتمعي في مواجهة خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة التسامح | راشد الربابعة

الإعلام المجتمعي في مواجهة خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة التسامح🕊️

بقلم: راشد الربابعة – خبير الإعلام المجتمعي والبيئة والتنمية المستدامة

في زمن تتسارع فيه الأخبار وتزداد فيه حدة الخطاب عبر المنصات الرقمية، يبرز دور الإعلام المجتمعي كأداة فعّالة في مواجهة خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش. فبينما يسهم بعض الإعلام التجاري أو الرقمي في تضخيم الخلافات، يعمل الإعلام المجتمعي على بناء جسور الثقة بين الناس ونشر قيم الحوار والاحترام المتبادل.

🌍 ما هو خطاب الكراهية؟

يُعرّف خطاب الكراهية بأنه أي محتوى إعلامي أو رقمي يحرّض على التمييز أو العنف أو الإقصاء ضد أفراد أو جماعات بسبب العِرق أو الدين أو الجنس أو الرأي أو الإعاقة أو غيرها من الخصائص الإنسانية. في هذا السياق، يُعد الإعلام المجتمعي خط الدفاع الأول ضد هذه الظاهرة، لأنه يقوم على مبادئ المشاركة والمسؤولية المجتمعية، لا على الربح أو الإثارة.

🎙️ الإعلام المجتمعي كصوت للتسامح

من خلال برامجه وأنشطته، يقدّم الإعلام المجتمعي نموذجًا مختلفًا للاتصال: فهو لا يبحث عن الإثارة أو الجدل، بل عن الوعي والتمكين. تعمل الإذاعات المجتمعية والمبادرات المحلية على نشر قصص نجاح، وتعزيز قيم الاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان، وإعطاء مساحة للأصوات المهمّشة للتعبير عن نفسها دون خوف أو تمييز.

في الأردن، لعبت بعض الإذاعات والمراكز الإعلامية دورًا رائدًا في إطلاق حملات توعوية ضد خطاب الكراهية، خاصة بين الشباب، من خلال ورش عمل وبرامج حوارية تجمع بين مختلف مكونات المجتمع.

💬 مواجهة خطاب الكراهية بالوعي والإعلام المسؤول

لمواجهة خطاب الكراهية، لا يكفي فقط حظر المحتوى السلبي، بل يجب تعزيز الوعي وإنتاج محتوى إيجابي بديل، الإعلام المجتمعي قادر على تحقيق ذلك من خلال:

  • تنظيم حملات رقمية تدعو إلى التسامح والتنوع الثقافي.
  • إنتاج برامج إذاعية وتفاعلية تناقش قضايا الخلاف بأسلوب بنّاء.
  • إشراك الشباب والنساء في صناعة المحتوى لتوسيع مساحة الحوار.
  • التعاون مع المدارس والمجتمع المدني لنشر ثقافة السلام والمواطنة الإيجابية.

🤝 الإعلام المجتمعي شريك في بناء السلام

يمتلك الإعلام المجتمعي قدرة فريدة على الوصول إلى الناس بلغتهم المحلية وقضاياهم اليومية، مما يجعله أكثر قربًا من نبض المجتمع. وعندما يُدار هذا الإعلام بمهنية ومصداقية، فإنه يصبح أداة لبناء السلام المجتمعي والتفاهم بين الفئات المختلفة.

من خلال إعطاء مساحة للرأي والرأي الآخر، وتعزيز الحوار بدل الإقصاء، يساهم الإعلام المجتمعي في حماية النسيج الاجتماعي من الانقسام، ويمنح الأفراد شعورًا بالانتماء والمشاركة.

💡 خطوات لتعزيز دور الإعلام المجتمعي في التسامح

  1. إطلاق استراتيجيات وطنية إعلامية لمكافحة خطاب الكراهية.
  2. تدريب الإعلاميين على مفاهيم حقوق الإنسان والتنوع الثقافي.
  3. إدماج مبادئ التربية الإعلامية في المدارس والجامعات.
  4. دعم إنتاج محتوى إعلامي يبرز القصص الإيجابية والتجارب الملهمة.

🕊️ الخلاصة

الإعلام المجتمعي ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل هو فضاء للحوار وبناء الثقة. وفي مواجهة خطاب الكراهية، يمكن للإعلام المجتمعي الأردني أن يكون نموذجًا في نشر التسامح والتنوع والعدالة الاجتماعية.

حين يلتزم الإعلام برسالته الإنسانية، يصبح صوته أداة للسلام والوحدة لا للفرقة والتحريض، وبذلك نؤسس معًا لمجتمع يحترم الاختلاف ويحتفي بالتنوع كقوة دافعة للتنمية والاستقرار.


🔖 نُشر على موقع راشد الربابعة | جميع الحقوق محفوظة © 2025

إرسال تعليق

0 تعليقات