
🕊️ قرار مجلس الأمن 2250: كيف يعزز مشاركة الشباب في بناء السلام؟
بقلم: راشد الربابعة
يُعد قرار مجلس الأمن رقم 2250، الصادر في عام 2015، محطة تاريخية في مسيرة الاعتراف بدور الشباب كشركاء رئيسيين في تحقيق السلام والأمن العالميين. فهو القرار الأول من نوعه الذي يؤكد على أهمية إشراك الشباب ليس فقط كمستفيدين من جهود السلام، بل كفاعلين ومبادرين قادرين على إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم.
🌍 خلفية القرار وأهدافه
جاء القرار رقم 2250 استجابةً لتزايد التحديات الأمنية والنزاعات في العالم، وتهميش الشباب عن عمليات صنع القرار. أكد القرار على خمسة محاور رئيسية هي: المشاركة، والحماية، والمنع، والشراكة، وإعادة الإدماج، مشددًا على ضرورة إدماج الشباب في كل مراحل بناء السلام، من وضع السياسات إلى تنفيذ المبادرات الميدانية.
🧩 الشباب كشركاء لا كمستفيدين
يُغيّر هذا القرار النظرة التقليدية إلى الشباب من كونهم ضحايا أو عناصر هامشية في النزاعات إلى قادة وشركاء فاعلين في إحلال السلام. إن تمكين الشباب في مجالات القيادة والحوار المجتمعي يساهم في الوقاية من النزاعات، ويعزز روح الانتماء والمواطنة الإيجابية. كما يتيح القرار فرصًا أكبر لتدريب الشباب على مهارات الوساطة، والتفاوض، وحل النزاعات بطرق سلمية.
🇯🇴 التجربة الأردنية: ريادة في تطبيق القرار
يُعد الأردن من الدول الرائدة في تبنّي وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2250. فقد أطلق في عام 2018 الخطة الوطنية الأردنية لتنفيذ القرار 2250، بالشراكة بين الحكومة والمجتمع المدني، لتكون نموذجًا إقليميًا في إشراك الشباب بالسلام والأمن. من خلال هذه الخطة، تم تعزيز دور منظمات الشباب في الوقاية من العنف، وتوسيع مشاركتهم في عمليات بناء السلام المحلي، خاصة في المناطق الأكثر تأثرًا بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية.
🤝 الإعلام المجتمعي كحليف للسلام
يلعب الإعلام المجتمعي دورًا مهمًا في تفعيل مضامين القرار 2250، من خلال نشر قصص نجاح شبابية، وتقديم منصات للحوار والتعبير الآمن. كما يساهم في توعية الجمهور بأهمية إشراك الشباب في القضايا الوطنية، وتفنيد الصور النمطية التي تحصر دورهم في الاحتجاج أو الفعل السلبي.
💡 خطوات لتعزيز تنفيذ القرار
- توسيع برامج التدريب في مجالات القيادة وصنع القرار للشباب في المحافظات.
- إدماج مفاهيم السلام والأمن في المناهج التعليمية.
- تمكين المبادرات الشبابية المحلية التي تعمل على الوقاية من التطرف والنزاعات.
- تعزيز الشراكة بين الحكومة والمجتمع المدني لتنفيذ مشاريع قائمة على الحوار والمواطنة.
🕊️ الشباب.. صناع الغد
الشباب اليوم لا يقفون على هامش الأحداث، بل هم القوة الدافعة للتغيير. من خلال تمكينهم، وتوفير بيئة داعمة لإبداعهم ومشاركتهم، يمكن بناء مجتمعات أكثر استقرارًا وعدلاً وسلامًا. إن قرار مجلس الأمن 2250 ليس مجرد وثيقة دولية، بل هو دعوة مفتوحة لكل شاب وشابة ليكونوا صناع سلام في حياتهم اليومية ومجتمعاتهم.
🔖 نُشر على موقع راشد الربابعة | جميع الحقوق محفوظة © 2025


0 تعليقات